كما مرّ معنا في المقال السابق الذي تطرقنا فيه لـ تاريخ المغرب القديم في عهد البيزنطيين 534م – 646م ، أن البيزنطيين استطاعوا السيطرة على بلاد المغرب والقضاء على الوجود الوندالي فيها عام 534م ( في عهد الامبراطور جستنيان ) وكان أول والي بيزنطي حكم المغرب اسمه سليمان salomon ، واتخذوا مدينة قرطاجة التونسية عاصمة لهم .
ورأينا كذلك كيف أن ضعف السلطة المركزية في بيزنطة ابتداء من عام 602م أثر سلبا على الحكم البيزنطي في المغرب ، مما جعل الوالي غريغوار ( أو جرجير ) يعلن الثورة ويستقل بجزء من الاراضي المغربية معلنا نفسه امبراطورا عليها .
وهكذا اصبح الحكم البيزنطي في المغرب مقسم الى حكومتين أو دولتين : الأولى عاصمتها مدينة سبيطلة يحكمها جرجير ، والثانية عاصمتها مدينة قرطاجة تابعة لبيزنطة .
وكل هذه الاوضاع والوقائع التي كان يعيشها المغرب في هذه الفترة كانت تحيل إلى قرب زوال الحكم البيزنطي من المغرب ، لكن هذه المرة لن تعوض القوة البيزنطية قوة غربية أخرى وإنما ستحلّ محلها قوة عربية شرقية اسلامية ستسيطر على بلاد المغرب وتضمه لحضارتها وثقافتها بشكل لن يستطيع أهل المغرب الانسلاخ منه الى اليوم .
بعد ظهور الاسلام في جزيرة العرب وتأسيس أول دولة في المدينة المنورة عام 622م ، كان الرسول محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم قد وضع أسس الدعوة الاسلامية و الغايات التي يجب على كل مسلم السعي وراءها ما دام قلبه ينبض بتوحيد الله والدعوة في سبيل الله ، وكان من تلك الغاية : العمل بكل الاسباب والآليات المتاحة من أجل نشر دعوة التوحيد في كل أرجاء الدنيا ، لذلك كان من الطبيعي أن يفكر المسلمين في فتح بلاد المغرب وخاصة بعد أن استتب لهم الامر في جزيرة العرب و سيطرتهم على بلاد مصر ، فرغبوا التوجه الى بلاد المغرب بهدف نشر رسالة الاسلام ومحاربة عبادة الاوثان كلما أوصاهم به سيد الخلق محمد عليه السّلام .
بعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم عام 633 م ، تولى بعده الخلافة ابي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب الذي فتح المسلمين في أيامه بلاد مصر علم 642 م ، ولمّا استتب حكم المسلمين في مصر وأحكموا قبضتهم عليها بدأوا يفكرون عن سبل الحفاظ على سلطانهم من الزوال في البلدان التي تم فتحها ، فوجدوا أن الخطر الذي سيهددهم في المستقبل قد يأتي من جهة الغرب ( شمال افريقيا ) وخاصة أن جزء كبير من شمال افريقيا كان لا يزال تحت النفوذ البيزنطي وكذا الملك جرجير ( أعداء دعوة الإسلام ) ، لذى الفتح الإسلامي للمغرب أصبح أمر ضروريا وملحا من أجل ضمان أمان المسلمين وسِلمهم في أراضيهم وديارهم .
فخرج المسلمين من مصر معلنين الحرب على برقة ( ليبيا الحالية ) ثم الى بلاد المغرب وشنوا عليه أولى الغرات عام 646 م ، وظّلت حربهم للمقاومة الأمازيغية مدّة 66 سنة ، وهي مدّة أبدى فيها الوطنيون المغاربة شجاعة وقوة عظيمتين للدفاع عن وطنهم الغالي عن روحهم ودمهم الذي سال في المعارك .
فما هي إذن أهم مراحل الفتح الإسلامي للمغرب ؟ وما هي المعيقات التي واجهها العرب أثناء الفتح الإسلامي للمغرب ؟ وما هي أهم مظاهر المقاومة الأمازيغية ضد الفتح الإسلامي للمغرب ؟
تم نشر هذا المقال في 4 ديسمبر، 2020
ملخص درس حضارة مصر القديمة مقدمة: ظلت أهرامات مصر منذ القديم أشهر معلمة تاريخية ميزت…
ملخص درس حضارة بلاد الرافدين مقدمة: خلفت لنا حضارة بلاد الرافدين تراثا حضاريا عريق لازال…
ملخص رواية ساق البامبو - سعود السنعوسي قراءة أولية في رواية ساق البامبو رواية ساق…
ملخص رواية أنتيخريستوس - أحمد خالد مصطفى "أنتيخريستوس" رواية اكثر من مشوقة ومحيرة في ذات…
تاريخ المغرب القديم في عهد البيزنطيين 534م – 646م (تاريخ شامل) بسط بيزنطة سيطرتها على…
تاريخ المغرب القديم في عهد الوندال (تايخ شامل) أحداث احتلال الوندال للمغرب عام 429 م…
هذا الموقع يستخدم الكوكيز
اقرأ المزيد