
الفرق بين الديداكتيك و البيداغوجيا
مفهوم الديداكتيك
الديداكتيك في مفهومه العام هو مجموعة من الدراسات العلمية و التربوية التي تؤطر علاقة المدرس بالمادة المدروسة ، و يشمل مجموعة من طرائق التدريس العلمية التي من خلالها يتمكن المدرس من إيصال المعرفة بسلاسة الى المتعلم ( عن طريق ما يسمى بـ النقل الديداكتيكي )، وينقسم الديداكتيك على مستوى المفهوم و الاهتمامات الى نوعين : الديداكتيك العام – الديداكتيك الخاصة .
مفهوم البيداغوجيا
أما البيداغوجيا فهي تلك القواعد العلمية التربوية التي تؤطر علاقة المدرس بالمتعلم ، وبالتالي فوظيفة البيداغوجيا هي وظيفة تواصلية بالأساس ( و من أجل التعرف أكثر على تعريف البيداغوجيا سواء من حيث اللغة و الاصطلاح ننصحكم بقراءة المقال الآتي : تعريف البيداغوجيا وانواعها (الاستعداد لمباريات التعليم) ) .
و هناك الكثير من فلاسفة علوم التربية أنجزوا الكثير من الأبحاث في يخص حقل البيداغوجيا ، و بفضلهم أصبحت للبيداغوجيا العديد من المقاربات العلمية المختلفة و المعتمد عليها حاليا في ميدان التربية والتعليم ، و من أبرز تلك المقاربات البيداغوجيا نذكر :
- بيداغوجيا الخطأ
- بيداغوجيا حل المشكلات
- بيداغوجيا الاهداف
- بيداغوجيا الكفايات
- البيداغوجيا الفارقية
- بيداغوجيا التعاقد
- بيداغوجيا اللعب
- بيداغوجيا المشروع
- بيداغوجيا الإدماج
خلاصة :
فمن خلال عرض مفهومي الديداكتيك و البيداغوجيا ، يتضح لنا أن الديداكتيك هو الجزء العملي والتطبيقي للبيداغوجيا ، كما يجب التنويه إلى أمرين بتدبرهما قد يسهل على القارئ التمييز وبشكل سهل بين البيداغوجيا و الديداكتيك :
– الديداكتيك يؤطر علاقة المدرس بالمادة المدروسة .
– البيداغوجيا تؤطر علاقة المدرس بالمتعلم .
المفاهيم المؤسسة للديداكتيك
يتأسس الديداكتيك على ثلاث مفاهيم أساسية :
- التعاقد الديداكتيكي : المقصود بالتعاقد الديداكتيكي أو العقد الديداكتيكي ، مجمل القواعد والضوابط المؤطرة للجانب التفاعلي الحاصل بين المدرس و المعرفة و المتعلم ، حيث يمكن اعتباره بمثابة التزام يضم مجموعة من البنود التي تنظم وتضبط العلاقة التي تربط المدرس و المتعلم ، وحتى إن كانت تلك البنود غير معلن عنها فهي تأتي ضمنية في إطار العملية التعليمية التعلمية .
- النقل الديداكتيكي : أما المقصود بالنقل الديداكتيكي ، فهي تلك العملية التي يقوم بها المدرس من أجل نقل المعرفة من إطارها الأكاديمي إلى معرفة قابلة للتدريس يراعي فيها المستوى التعليمي للمتعلمين المراد تلقينهم تلك المعرفة .
- المثلث الديداكتيكي : و يقصد به تلك الوضعية التعليمية التي تجمع بين ثلاث عناصر أساسية في علمية التعلم وهي : المدرس – المتعلم – المعرفة ، ويوضح علاقة كل عنصر من هذه العناصر بالعنصرين الاخرين.
- علاقة المتعلم و المعرفة : يهتم البحث الديداكتيكي في إطار هذه العلاقة بالآليات العلمية السيكولوجية التي تخول للمتعلم اكتساب المعرفة .
- علاقة المدرس و المعرفة : يهتم البحث الديداكتيكي في إطار هذه العلاقة بالسبل و الآليات التي يمكن للمدرس اتباعها من أجل تحقيق نقل ديداكتيكي ناجع .
- علاقة المدرس و التلميذ : حيث يهتم البحث الديداكتيكي في هذه العلاقة بتفعيل الجانب البيداغوجي تطبيقيا ، وذلك في إطار ما يسمى بـ ” التعاقد الديداكتيكي “.
وضبط هذه المفاهيم يعتبر أمر ضروريا ، لأنها متداولة كلما أردنا الحديث عن الديداكتيك ، و بالتالي ادراك معناها أولى من قراءة أي مقال أخر متعلق بمضوع الديداكتيك .
أنواع الديداكتيك
ينقسم الديداكتيك إلى نوعين : الديداكتيك الخاص – الديداكتيك العام
- الديداكتيك الخاص : هو الديداكتيك الخاصة بكل مادة على حدى وذلك بحسب التخصص ، والاطلاع على الديداكيك الخاص يكون على حسب احتياجات كل مدرس وطبيعة تخصصه ومادته المدروسة، لذلك فالإحاطة بالديداكتيك الخاص يعبر أمر صعب ، لكن في المستقبل القريب سنحاول قدر المستطاع نشر مقالات نتحدث فيها عن ديداكتيك بعض المواد .
- الديداكتيك العام : هو ديداكتيك يشترك فيه كل المدرسين رغم اختلاف تخصصاتهم ، فهو يعالج طرائق التدريس بصفة عامة وليس محصورا في متطلبات مادة بعينها ، ويتكون الديداكتيك العام من ثلاث مجزوءات :
– التخطيط
– التدبير
– التقويم
وهي المجزوءات نفسها التي سنفصل في الحديث عنها في المقالات القادمة مباشرة بعد نشر هذا المقال .
يمكنك الإطلاع كذلك على دروس نظريات التعلم لانها ذات صلة وثيقة بالديداكتيك :
- النظرية السلوكية روادها ومبادئها
- النظرية الجشطالتية روادها ومبادئها
- النظرية البنائية روادها ومبادئها
- النظرية السوسيوبنائية روادها ومبادئها
- النظرية المعرفية روادها ومبادئها