مفهوم بيداغوجيا الاهداف: الرواد والمبادئ

مفهوم بيداغوجيا الاهداف الرواد والمبادئ
مفهوم بيداغوجيا الاهداف الرواد والمبادئ

تعتبر بيداغوجيا الاهداف منهجاً تعليمياً متكاملاً يركز على تحقيق نتائج ملموسة في عملية التعليم والتعلم، ومن خلالها يجب على المعلمين والطلاب تحديد الأهداف التعليمية بوضوح والعمل على تحقيقها.

فما هي بيداغوجيا الأهداف؟ ومن هم روادها؟ وما هي مبادئها؟

1- ما هي بيداغوجيا الاهداف؟

بيداغوجيا الاهداف هي مقاربة بيداغوجيا تركز أساسا على الهدف من التعلم، وتساعد في وضع أهداف واضحة وقابلة للقياس يسعى المعلمون إلى تحقيقها في العملية التعليمية، و أهم ما ركزت عليه هو الانتقال بالمتعلم من دائرة ماذا نتعلم؟ الى لأي هدف نتعلم؟.

تستند بيداغوجيا الاهداف في مرجعياتها و مبادئها على النظرية السلوكية التي تأسست على يد عالم النفس الأمريكي جون واطسون عام 1913 م.

وقبل الشرح المفصل للأهداف البيداغوجيا وأنواعها يجب عليك أولا التمييز بين الهدف والغاية:

📌 الغاية تتميز بأن بلوغها بعيد المدى، وتتخذ طابعا شموليا، وقد يمتد ليشمل حياة الفرد او الجماعة برمتها، أي لا طالما الفرد منا يتنفس اكسجين الحياة فهو يعيش حياته لغاية ما قد تنتهي بنهاية وجوده على البسيطة.

📌 بينما الهدف هو جزء من مخططات الفرد في الحياة وقد يكون بلوغه قصير المدى بحسب طبيعة الهدف والقدرة على تحقيقه، وبنهايته تكون انطلاقة بداية هدف اخر يجب تحقيقه للإنتقال الى غيره وهكذا.

إقرا أيضا: تعريف البيداغوجيا وانواعها

2- ما هي الأهداف البيداغوجيا وأنواعها؟

حاول عالم النفس الامريكي بنجامين بلوم (1913 – 1999)، الذي اشتهر في ميدان التربية والتعليم بتصنيفاته للأهداف البيداغوجيا التي سميت باسمه تصنيفات بلوم (Bloom’s Taxonomy)، تقسيم الأهداف البيداغوجيا الى 3 مجالات:

– الأهداف المعرفية 

لتحقيق الأهداف المعرفية في مجال التعليم قام بلوم بإقتراح ستة خطوات يجب على المعلم إتباعها بنفس الترتيب الآتي أثناء تقديم الدرس:

📌 التذكر : يجب على المعلم في بداية درسه طرح أسئلة على المتعليمن بهدف تذكر المعلومات والمعارف المكتسبة سابقا والتي لها علاقة بموضوع الدرس.

📌 الفهم: في الخطوة الموالية يجب على المعلم البدء في شرح الدرس وتوضيح المصطلحات الأساسية التي بني عليها مضمون الدرس مع تلخيص هذا المضمون وتبسيطه.

📌 التطبيق: بعد مرحلة الفهم، يجب على المعلم مساعدة المتعلم في استخراج استنتاجات عامة لما تم شرحه أثناء تقديم الدرس.

📌 التحليل: في هذه المرحلة يجب مساعدة المتعلم على تفكيك وتجزيئ المادة المدروسة الى اجزاء من الافكار والمضامين، مع الوقوف على مسببات كل جزء على حدى، والربط بين كل الاجزاء، ثم الخروج باستنتاج يدعّم صحة التحليل وطبيعته.

📌 التركيب: في هذه المرحلة يجب مساعدة المتعلم على تركيب وتنظيم محتوى ومضامين المادة المدروسة وفق ما توصل اليه في مرحلة التحليل.

📌 التقويم: في هذه الخطوة الأخير يجب مساعدة المتعلم لكي يتمكن من الحكم على مضامين المادة، وتقييمها ونقدها او الدفاع عنها، وفق معايير وآليات مكتسبة سابقا.

– الأهداف العاطفية او الوجدانية

هي الاهداف مرتبط بالإنسان ومشاعره، ومن أجل تحقيقها يجب اتباع خمس خطوات:

📌 التقبل او الاستقبال: في البداية يجب مساعدة الطالب أو المتعلم في أن تكون لديه الرغبة في تعلم الدرس وأن يثير وجدانه ونفسيته.

📌 الاستجابة: الانتقال بالمتعلم من الانتباه والاهتمام الى المشاركة والتفاعل مع موضوع المادة المدوسة.

📌 التقييم والتقويم: في هذه المرحلة يصل المتعلم الى درجة القدرة على تقييم وتقدير موضوع المادة.

📌 التنظيم: في هذه الخطوة يستطيع المتعلم تنظيم تلك القيم التي تبانها في المرحلة السابقة على اساس نهجها وتطبيقها على ارض الواقع.

📌 التمييز: وهي المرحلة التي يصل فيها المتعلم الى درجة القدرة على التمييز بين القيم التي تبنها من خلال موضوع الدرس وبين ما يتنافى مع تلك القيم، ومحاولة الدعوى وارشاد الاخرين الى ما يتبناه من قيم ومبادئ …

– الأهداف الحسية الحركية  

تشمل هذه الأهداف كل المهارات الحركية لأطراف جسم الانسان، وأهميتها في مجال التعليم تكمن في تأثيرها المباشر على كيفية تفاعل الطلاب مع المعارف المكتسبة.

فالتعلم ليس مجرد عملية عقلية، بل يتطلب أيضًا تفاعلًا جسديًا، على سبيل المثال، استخدام الأنشطة العملية مثل الفنون والحرف اليدوية، أو الألعاب التعليمية، يمكن أن تساعد الطلاب على تحسين مهاراتهم الحركية الدقيقة، بالإضافة إلى تعزيز التفكير النقدي والابتكار.

3- رواد بيداغوجيا الاهداف وأثرهم في التعليم

تعتبر بيداغوجيا الاهداف إحدى الاستراتيجيات التعليمية التي تهدف إلى تحسين فعالية التعليم من خلال التركيز على النتائج المراد تحقيقها من التعلم، وقد ساهم العديد من الرواد في تطوير هذه الفلسفة التعليمية.

لكن غالبا في دراسة بيداغوجيا الاهداف نركز على بنجامين بلوم (Benjamin Bloom) المؤسس الفعلي لهذه البيداغوجيا، وهو عالم نفس تربوي أمريكي مشهور، وُلد في عام 1913 وتوفي في عام 1999.

ومن أعماله الأكثر شهرة هي تصنيفات بلوم (Bloom’s Taxonomy) أو ما تعرف بهرم بلوم، وقام بتطويره فيما بعد مجموعة من الباحثين في عام 1956.

تصنيفات بلوم أصبحت اليوم أداة مهمة في تخطيط وتقييم التعليم، وتساعد المعلمين على تحديد أهداف التعلم وتقييم تقدم الطلاب بشكل فعّال.

4- المبادئ الأساسية لبيداغوجيا الاهداف

تستند بيداغوجيا الاهداف إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي تحسن من جودة العملية التعليمية وتساعد على توجيه الجهود نحو تحقيق نتائج ملموسة، و من بين هذه المبادئ نذكر:

📌 تحديد أهداف التعلم بوضوح هو جوهر بيداغوجيا الأهداف، حيث يجب أن تكون أهداف التعلم محددة وقابلة للقياس، مما يتيح للمعلمين والطلاب تقييم التقدم المحرز، فالأهداف الواضحة تساعد الطلاب على فهم ما يتوقع منهم تحقيقه، مما يرفع من دافعيتهم للتعلم.

📌 التركيز على التعلم النشط يشجع هذا المبدأ على مشاركة الطلاب بشكل فعّال في عملية التعلم، حيث يُعتبر التعلم النشط وسيلة فعالة لتحسين الفهم العميق للمادة المدروسة، ومن خلال الأنشطة التفاعلية مثل: المناقشات الجماعية، المشاريع، والأنشطة العملية، يتمكن الطلاب من تطبيق المعرفة واكتساب مهارات جديدة.

📌 تقييم الأداء يعد من المبادئ الأساسية أيضاً لبيداغوجيا الاهداف، وذلك من خلال اعتمادها على آليات لتقييم مدى تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمة،

📌 تكييف التعليم وفقاً لاحتياجات الطلاب، حيث يجب أن تكون الأهداف مرنة بما يكفي لتلبية احتياجات المتعلمين المختلفة، ويُمكن أن يتضمن ذلك تعديل طرق التدريس أو المواد التعليمية لتناسب أساليب التعلم المتنوعة.

📌 التعاون والشراكة بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، حيث يُعتبر التعاون أحد العناصر الحيوية في بيداغوجيا الاهداف، ومن خلاله يعمل الجميع معًا لدعم رحلة التعلم وتحقيق الأهداف المحددة.

من خلال مراعاة هذه المبادئ الأساسية، يمكن تحقيق بيئة تعليمية فعّالة تزيد من نجاح الطلاب وتساعدهم على تحقيق أهدفهم من التعلم.

خلاصة

تعتبر بيداغوجيا الأهداف محوراً رئيسياً في تطوير أساليب التعليم الحديثة، حيث تركز على تحقيق النتائج التعليمية المرغوبة بفاعلية وكفاءة.

تعتمد بيداغوجيا الأهداف على مجموعة من المبادئ الأساسية، منها تحديد الأهداف بشكل واضح، وتوفير بيئة تعليمية تحفز التفاعل والمشاركة، وتقييم النتائج بشكل دوري لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

من خلال تبني هذه المبادئ وتطبيقها في الفصول الدراسية، يمكن للمعلمين أن يحدثوا تغييراً حقيقياً في تجربة التعلم، مما يحسن من قدرة الطلاب على التعلم الذاتي والابتكار.

في ختام هذا الموضوع، نجد أن بيداغوجيا الأهداف ليست مجرد نظرية تعليمية، بل هي إطار عمل شامل يسعى إلى تحسين جودة التعليم ورفع كفاءته، مما يساهم في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *