ملخص درس: ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19م

ملخص درس ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19م الثالثة إعدادي
ملخص درس ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19م الثالثة إعدادي

شهد القرن 19م ازدهارًا غير مسبوق للرأسمالية الأوروبية، حيث تحولت القارة العجوز إلى مركز عالمي للتجارة والصناعة، وذلك نتيجة مجموعة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مما ساهم في تشكيل ملامح جديدة للواقع الأوربي.

فما هو التحول الذي شهدته الرأسمالية الأوربية خلال ق 19م؟ وما هي أهم إنكاساته على المجتمع الأوربي؟

أولا: تتبع ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال ق 19م

الرأسمالية هو نظام إقتصادي مبني على الملكية الفردية لمتلاك وسائل الإنتاج وحرية التبادل التجاري والمنافسة، بهدف البحث عن الربح.

نشأت الرأسمالية من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها أوروبا في ق 19م خاصةً بعد الثورة الصناعية.

1- تطور القطاع الصناعي في أوروبا خلال ق 19م

شهد القطاع الصناعي في أوروبا خلال القرن 19م تحولات جذرية تعكس ازدهار الرأسمالية وتطوراتها.

بدأت هذه التحولات مع الثورة الصناعية الأولى (1780م – 1810م)، التي انطلقت في بريطانيا، ثم انتشرت بسرعة في باقي الدول الأوروبية، وكانت سبب في قيام الثورة الصناعية الثانية (1880م – 1900م) في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا.

من تنائج الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية:

  • استبدال العمل اليدوي بالآلات البخارية، مما زاد من إنتاجية المصانع بشكل كبير.
  • إنشاء مصانع جديدة في المدن الكبرى مثل لندن ومانشستر وبرلين وباريس، مما أدى إلى زيادة الطلب على اليد العاملة وانتقال أعداد كبيرة من السكان من الأرياف إلى المدن.
  • كما شهدت هذه الفترة تطوراً في مجالات متعددة مثل: صناعة النسيج، صناعة الحديد والفولاذ، صناعة الصلب والألمنيوم والكمياء العضوية والمواد الإستهلاكية.
  • بفضل تحسين وسائل النقل، مثل: السكك الحديدية والسفن البخارية والسيارات والشاحنات، أصبح بالإمكان نقل المواد الخام والمنتجات النهائية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، مما ساعد على توسيع الأسواق وزيادة التجارة الداخلية والدولية.

2- تطور الشركات وتزايد دور الأبناك في أوروبا خلال ق 19م

مع انتشار الثورة الصناعية، بدأ عدد كبير من الشركات تتخلى عن النمط القديم في العمل الذي كان يعتمد على الورشات المنزلية، وبدأت تعتمد على ما سمي بـ مؤسسات عائلية، في هذه المرحلة كانت الشركات تُدار بواسطة العائلة التي تملكها أو بواسطة عدد محدود من الأفراد المرتبطين بها بصلة قرابة.

مع تزايد الطلب ورغبة الشركات في التوسع وزيادة إنتاجيتها، بدأت هذه الشركات باللجوء إلى التمويل الخارجي والاستثمارات الأجنبية، الأمر الذي أدى الى ظهور صيغة جديدة من الشركات، وهي الشركات مجهولة الاسم، وتتميز هذه الشركات بعدم الإفصاح عن هويتها الحقيقية أو ملكيتها، مما يجعلها تتمتع بدرجة كبيرة من السرية، ويُعتقد أن هذا النمط يوفر حماية للمستثمرين والملاك، ويتيح للشركات القيام بأعمال تجارية دون الإفضاح عن هويتها لعموم الناس.

ومع تطور الشركات تطورت الأبناك أيضا من الأبناك العائلية التي كانت سائدة قبل 1830م، إلى مؤسسات الأشخاص والمؤسسات المجهولة الإسم بين 1830م – 1850م، ثم الى بنوك الإيداع وبنوك الأعمال بعد 1850م، وأنشطة هذه البنوك كانت على الشكل الآتي:

ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19م – الثالثة إعدادي

بفضل هذه التحولات، أصبحت الأبناك ليست مجرد مؤسسات مالية، بل مراكز حيوية لإدارة الاقتصاد ودعمه. مما جعلها رمزًا من رموز الازدهار الرأسمالي.

3- ظاهرة التركيز الرأسمالي في أوروبا خلال ق 19م

التركيز الرأسمالي هو تركيز الإنتاج والانشطة الإقتصادية في يد عدد قليل من الشركات الكبرى التي امتلكت الموارد اللازمة للاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية في أوروبا خلال ق 19م، مما أدى إلى تفوقها في المنافسة والسيطرة على السوق الإستهلاكية.

تنقسم التركيز الرأسمالي في أوروبا خلال القرن 19م إلى نوعين:

  • تركيز رأسمالي أفقي: هو عبارة عن إتحاد محموعة من الشركات التي تنتج نفس المنتوج، بهدف زيادة الإنتاج ومضاعفة الأرباح.
  • تركيز رأسمالي عمودي: هو اتحاد تكاملي بين مجموعة من الشركات للتعاون على انتاج منتوج معين، بهدف خفض تكلفة المواد الأولية وزيادة الإنتاج والحصول على هامش ربح كبير.

وكان من نتائج التركيز الرأسمالي ظهور مؤسسات اقتصادية كبرى تتمثل في:

  • الكارتيل: هو تكتل اقتصادي يتكون من مجموعة من الشركات المستقلة في نفس الصناعة، تتعاون معًا للحد من المنافسة وزيادة السيطرة على السوق وتحديد الأسعار والإنتاج.
  • التروست: هو مؤسسة تنشأ بعد اتحاد عدة شركات تعمل في نفس الصناعة تحت إدارة واحدة للتحكم في الأسعار والإنتاج والتوزيع، فتفقد كل الشركات استقلاليتها وهويتها القانونية.
  • الهولدينغ: هي شركات عملاقة تمتلك حصصًا في شركات أخرى، وتستخدم هذه الحصص للسيطرة على إدارتها واتخاذ القرارات فيما يتعلق بسياساتها وأعمالها.

ثانيا: إنعكاس الرأسمالية على المجتمع الأوروبي في ق 19م

ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19م كان له تأثيرات عميقة على المجتمع الأوروبي.

1- التحولات على مستوى الطبقات الإجتماعية

مع تطور الصناعة والنمو السكاني، انتقلت المجتمعات من النمط الزراعي التقليدي إلى نمط جديد يعتمد على الصناعة والتجارة. أدى هذا التحول إلى ظهور طبقات اجتماعية جديدة، فبرزت الطبقة الوسطى التي سميت الطبقة البرجوازية كقوة اقتصادية وثقافية تضم أصحاب الأعمال والشركات، بينما عانت الطبقات العاملة (البروليتاريا) من ظروف معيشية قاسية في المصانع، مثل العمل لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة.

2- تحولات على مجال توزيع السكان

من نتائج الثورة الصناعية كذلك تسارع وتيرة التحضر بشكل كبير، مما أدى إلى انتقال السكان من الريف إلى المدن الصناعية بحثًا عن فرص العمل.

ومع ذلك، كانت هذه المدن تعاني من اكتظاظ سكاني ونقص في المرافق الأساسية، مما تسبب في تفشي الأمراض وضعف ظروف المعيشة.

3- ردود فعل الطبق العاملة لتحسين أوضاعها

بسبب الظروف القاسية التي عاشتها الطبقة العاملة بعد ازدهار الرأسمالية في أورويا، نشأت حركات اجتماعية ونقابات ثم تلتها اضرابات تطالب بتحسين حقوق العمال وظروفهم. فظهرت الأفكار الاشتراكية كرد فعل على القسوة الناتجة عن الرأسمالية، مما أدى إلى حِوارات ونقاشات حول العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

بالاضافة الى ذلك سنلاحظ أن بعض الدول مثل: ألمانيا وفرنسا، وبريطانيا، حاولت التدخل لحل هذا التحرك الإجتماعي العاضب من خلال:

  • سن قوانين جديدة تتعلق بالتأمين ضد المرض والحوادث والعجز والشيخوخة.
  • الاعتراف بالنقابات العمالية.
  • منع تشغيل الأطفال أقل من 13 سنة.
  • إقرار الراحة الأسبوعية الإجبارية.

خاتمة

لم يكن من نتائج ازدهار الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19م حدوث مشاكل وتحديات اجتماعية غيرت كل ملامح المجتمع الأوروبي فقط، بل ستعاني أوروبا من فائض الإنتاج الذي سيدفعها الى التفكير في التوسع والسيطرة على أسواق خارج أوروبا في إطار ما سمي بالإمبريالية الأوربية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *