الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين: الاختصاصات – التسيير

تهدف سياسة اللاتمركز الإداري والتربوي في المغرب إلى تحويل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين (AREF) إلى قاطرة للتنمية على المستوى الجهوي، الأكاديميات التي أُحدثت بموجب القانون رقم 07.00 الصادر سنة 2000، هي مؤسسات عمومية ذات استقلال مالي وإداري، وتُعدّ التعبير القطاعي عن مبدأ الجهوية المتقدمة في تدبير الشأن التربوي.

إن الكلمات المفتاحية مثل اختصاصات الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وتسيير الأكاديمية الجهوية هي محاور أساسية لفهم كيفية تحقيق الجودة وتنزيل السياسات الوطنية على أرض الواقع.

1. اختصاصات الأكاديميات الجهوية: الرؤية الاستراتيجية والتطبيق

تضطلع الأكاديميات الجهوية بمجموعة واسعة من المهام التي تُركز على التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الميداني لسياسة الوزارة على مستوى الجهة، مع مراعاة خصوصياتها الاقتصادية والثقافية.

أ. التخطيط وتنمية العرض التربوي

  • إعداد مخطط تنموي جهوي: تقوم الأكاديمية بإعداد مخطط تنموي يشمل مجموعة من التدابير والعمليات ذات الأولوية في مجال التمدرس، هذا المخطط يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات والمعطيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الجهوية، بما في ذلك إدماج اللغة الأمازيغية في البرامج التربوية.
  • الخريطة التربوية التوقعية: تضع الأكاديمية الخرائط التربوية التوقعية على مستوى الجهة، بالتنسيق مع الجهات المعنية (كالجماعات المحلية ومندوبيات التكوين المهني)، وتُعدّ الخريطة المدرسية الجهوية وتكون شبكات المؤسسات، هذا يهدف إلى ضمان توزيع عادل وفعال للموارد البشرية والمادية.
  • الاستثمارات والبناء: تضع الأكاديمية برنامجاً توقعياً متعدد السنوات للاستثمارات المتعلقة بالبناء والتجهيز للمؤسسات التعليمية والتكوينية، وإنجاز مشاريع البناء والتوسع والإصلاحات الكبرى، مع إمكانية تفويض إنجازها عند الاقتضاء.

ب. التكوين، البحث، ومراقبة الجودة

  • التكوين المستمر: تتولى الأكاديمية إعداد سياسة للتكوين المستمر لفائدة الموظفين التربويين والإداريين، ووضعها موضع التنفيذ، مما يضمن التحيين المستمر لمهارات الأطر.
  • التعليم التقني والمهني: تعمل على وضع وتطوير تكوينات تقنية أساسية ذات الأهداف المهنية الخاضعة للنظام المدرسي، وكذلك التكوين المهني بالتمرس أو بالتناوب الذي تقوم به المؤسسات الثانوية.
  • البحث والتقويم: تشرف الأكاديمية على البحث التربوي ذي الطابع الجهوي وتساهم في الأبحاث الوطنية، كما تتولى تقييم التعلمات على المستوى الإقليمي والمحلي والجهوي.
  • مراقبة الجودة: تقوم بمراقبة حالات كل مؤسسات التربية والتكوين وجودة صيانتها ومدى توفرها على وسائل العمل الضرورية.

ج. إدارة الموارد البشرية والتعاون

  • تدبير الموظفين: تمارس الأكاديمية اختصاصات مفوضة إليها من الوزارة في مجال تدبير الموارد البشرية، مثل تنظيم الحركات الانتقالية للأطر التربوية والإدارية وتحديد حاجيات التكوين.
  • الشراكة والارتقاء: تقوم بـ مبادرات للشراكة مع الهيئات والمؤسسات الجهوية (الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية) بهدف إنجاز المشاريع الرامية إلى الارتقاء بمستوى التربية والتكوين في الجهة.
  • التعليم الخصوصي: تختص الأكاديمية بـ تسليم رخص فتح أو توسيع أو إدخال تغيير على مؤسسات التعليم الأولي أو التعليم المدرسي الخصوصي، طبقاً للنصوص التنظيمية، مما يؤكد دورها الرقابي على هذا القطاع الشريك.

2. تسيير الأكاديمية: حكامة تشاركية معقدة

يُعدّ تسيير الأكاديمية نموذجاً للحكامة التشاركية المعقدة، حيث يديرها مجلس إداري ويسيرها مدير.

أ. المجلس الإداري: التكوين المتنوع

يتألف المجلس الإداري من خليط واسع من ممثلي المصالح الحكومية والمنتخبين والشركاء الاقتصاديين والتربويين، يعكس هذا التكوين الرغبة في إشراك جميع الفاعلين في رسم سياسة التعليم الجهوية، ومن أبرز أعضائه:

  • ممثلو السلطات الحكومية والإدارات: (رئيس مجلس الجهة، والي الجهة، عمال العمالات والأقاليم، رؤساء المجالس الإقليمية).
  • الخبراء والشركاء: (رئيس المجلس العلمي للجهة، رئيس أو رؤساء الجامعات، المندوب الجهوي لإدارة التكوين المهني).
  • ممثلو الميدان التربوي: (ممثلون عن الأطر التعليمية، ممثلون عن الأطر الإدارية والتقنية، ممثلون عن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، ممثل عن جمعيات التعليم الخصوصي ومؤسسات التعليم الأولي).

ب. المدير: المسؤول عن التنفيذ

يسير الأكاديمية مدير، وهو المسؤول التنفيذي عن:

  • تنفيذ مداولات وقرارات المجلس الإداري.
  • تمثيل الأكاديمية إزاء الغير.
  • تدبير الشؤون اليومية والمالية والإدارية للأكاديمية.

ج. تحديات التسيير واللاتمركز

رغم أن الأكاديميات أُنشئت لتكون واجهة الجهوية المتقدمة واللاتمركز، إلا أن تجربتها واجهت بعض الإشكالات:

  • قصور في الاستقلالية: لا تزال بعض القرارات (حتى البسيطة) تديرها المصالح المركزية للوزارة، مما يعيق سرعة الأداء.
  • الحاجة إلى التحديث: يتطلب التسيير الفعال للأكاديميات إدراج هذه العناصر ضمن نسق ناجع للحكامة الترابية، يرتكز على اللامركزية الحقيقية والشراكة الفعالة.

إقرا أيضا: ما هي اختصاصات المديريات الإقليمية في المغرب؟

خاتمة: الأكاديميات كرهان الجودة

تُمثل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الركيزة الأساسية لتنزيل السياسة التعليمية في المغرب، فهي تضمن الربط بين التخطيط المركزي والاحتياجات الجهوية والمحلية. إن اختصاصاتها الواسعة التي تشمل التخطيط المالي، وتكوين الأطر، ومراقبة الجودة، والشراكة مع القطاعات الاقتصادية، تؤكد أن دورها هو تحقيق تعليم ذي جودة يُساهم في التنمية الشاملة، ويجعل من الجهة فاعلاً رئيسياً في تحقيق الأهداف الوطنية.

لمزيد من التفصيل حول آليات الإدارة والتسيير في الأكاديميات الجهوية، يمكنك مشاهدة هذا الفيديو: الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين: الإدارة والتسيير.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *