ملخص درس: التحولات العامة بالعالم المتوسطي وبناء الحداثة

ملخص درس: التحولات العامة بالعالم المتوسطي وبناء الحداثة من القرن 15 الى القرن 18م - الجذع مشترك
ملخص درس: التحولات العامة بالعالم المتوسطي وبناء الحداثة من القرن 15 الى القرن 18م – الجذع مشترك

عرف العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و 18م مجموعة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، والتي انتهت بتغيير ميزان القوة لصالح أوربا الغربية خلال القرنين 17م و 18م.

– فما هي الحدود المجالية للعالم المتوسطي خلال القرنين 15م و 18م؟
– وما هي المفاهيم الفكرية والسياسية التي ارتبطت بهذه التحولات التي شهدها العالم المتوسطي في تلك الفترة؟

أولا: التحولات العامة للعالم المتوسطي وامتداداته المجالية من القرن 15م الى القرن 18م

قبل الحديث عن أهم التحولات التي شهدها العالم المتوسطي خلال القرنين 15م و 18م، يجب أولا أن نحدد الحدود المجالية والجغرافية لهذا العالم.

1- الإمتداد المجالية للعالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و 18م

ملخص درس التحولات العامة بالعالم المتوسطي وبناء الحداثة من القرن 15 الى القرن 18م الجذع مشترك
ملخص درس التحولات العامة بالعالم المتوسطي وبناء الحداثة من القرن 15 الى القرن 18م الجذع مشترك

كما هو موضح في الخريطة أعلاه، فإن الامتداد الجالي والجغرافي للعالم المتوسطي في فترة ما بين ق15م و ق18م يضم الدول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط:

  • من الجهة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط نجد: الإمبراطورية العثمانية – ايطاليا – فرنسا – اسبانيا.
  • من الجهة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط نجد: لإمبراطورية العثمانية- المغرب.

وبالرغم من ذلك كان مجال العالم المتوسطي يتمد الى أقصى الشمال ليضم أيضا دولتين: ألمانيا و بريطانيا.

2- أهم التحولات العامة التي شهدها العالم المتوسطي خلال القرنين 15م و 18م

عاش العالم المتوسطي ما بين القرنين 15م و 18م عصرين مختلفين، ويمكن التمييز بينهما بالتحولات التي حدث فيها:

العصر الوسيط ما بين 1400م و 1500م، فيه تم:

  • سقوط القسطنطينية على يد العثمانيين سنة 1453م.
  • اختراع المطبعة في ألمانيا سنة 1455م.
  • اكتشاف القارة الأمريكية على يد كريستوفر كولومبوس سنة 1492م

العصر الحديث ما بين 1500م و 1800م، فيه تم:

  • هزيمة العثمانيين في معركة ليبانتي ضد القوات المسيحية الأوربية المتحالفة سنة 1571م.
  • انتصار المغرب في عهد السعديين على القنوات البرتغالية المحتلة سنة 1578م في معركة وادي المخازن.
  • قيام اوربا بمجموعة من الاصلاحات الدينية في القرنين 16م و 17م للحد من سلطة الكنيسة وفصل الدين عن الدولة.
  • الثورة الانجليزية 1688م، التي عزل إثرها الملك جيمس الثاني ونُصبّت مكانه ابنته ماري الثانية وابن شقيقته الهولندي ويليام الثالث، تمهيد لقيام نظام الملكية الدستورية فيما بعد.
  • قيام الثورة الفرنسية سنة 1789م التي كان نتائجها سقوط نظام الملكية في الكثير من الدول الأوربية وتعويضه بالنظام الجمهوري.
  • كما قامت اوربا بمجموعة من الإختراعات أهمها اختراع المحرك البخاري الذي كان أساس الإختراعات الأخرى مثل: المعامل والمصانع – السفن البخارية – السيارات – القطارات … وغير من وسائل النقل والإنتاج.
  • في المقابل نجد العالم الإسلامي هو أيضا حاول القيام بمجموعة من الاصلاحات لمسايرة التقدم الأوربي، لكن فشل في التفوق على اوربا الغربية التي استطاعات بسط سيطرتها على كل مناطق النفوذ في حوض البحر الأبيض المتوسط.

ثانيا: المفاهيم المرتبطة باستمرار التوازن واختلاله في العالم المتوسطي في ما بين القرنين 15م و 18م

بعد الأحداث والتحولات التي عاشتها أوربا خلال العصر الحديث، بدأت تخرج من ظلمات العصر الوسيط الى عصر جديد سمي بعصر الأنوار رافقه ظهور مفهوم جديد وهو الحداثة.

1- مفهوم الحداثة في اوربا ما بين القرنين 15م و 18م

مفهوم الحداثة هو مصطلح يطلق على التقدم الذي عرفته أوربا خلال عصر الأنوار في كل المستويات: الاجتماعية – الفنية – الدينية – الفكرية – السياسية – الاقتصادية.

الأمر الذي منح لأروبا القوة الكافية للخروج من التخلف الذي كانت تعيشه في العصر الوسيط، لتنتقل بعد ذلك الى محاولة بسط نفوذها على باقي الدول خارج اوربا ونشر فيها حداثتها قصد فرض التبعية الاقتصادية والثقافية لها.

2- اختلال التوازن بين ضفتي العالم المتوسطي خلال القرنين 17م و 18م

بعد تقدم اوربا الغربية في مختلف المجالات، استطاعت السيطرة على حوض البحر الأبيض المتوسط من خلال:

  • التفوق الإقتصادي والتحكم في التجارة البحرية.
  • التفوق العسكري من خلال استخدام الآلات وادوات حربية جديدة.
  • تراجع القوة العثمانية بسبب الضغوطات العسكرية التي فرضت عليها من دول اوربا الغربية.

في المقابل، حاولت الدول الإسلامية المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط القيام بمجموعة من الإصلاحات الداخلية قصد مواجهة التوسع الإمبريالي لأوربا الغربية، لكن كل المحاولات انتهت بالفشل، الأمر الذي ساعد اوربا على بسط نفوذها وحكم قبضتها على العالم المتوسطي.

خاتمة

ادت التحولات التي عرفها العالم المتوسطي في الفترة الممتدة ما بين القرنين 15 و 18 الى ظهور مفهوم الحداثة الأوربية وسيطرتها على أغلب مناطق النفوذ في حوض البحر الأبيض المتوسط، رغم محاول الدول الإسلامية القيام بمجموعة من الاصلاحات التي باتت بالفشل.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *