كان من نتائج التحولات الإقتصادية والاجتماعيىة والسياسية والفكرية التي شهرتها أوربا خلال القرن 19م بعد الثورة الصناعية، احتدام الصراع بين الدول الأوربية حول السيطرة على مناطق النفوذ في افريقيا والشرق الأوسط في اطار ما سمي بالتنافس الإمبريالي، الذي أدى الى قيام الحربين العالميتين الأولى والثانية المدمرتين.
فهرس المقال
فما هي أهم الأحداث التي عاشها العالم الرأسمالي في الفترة الممتدة من ق19 الى مطلع القرن 20م؟
أولا: الإطار الزمني لبرنامج مادة التاريخ لهذه السنة
بدأت الثورة الصناعية في أوربا في نهاية القرن 18م، وكان من نتائجها اختراع المحرك البخاري الذي ساعد اوربا في الكثير من الأختراعات من أبرزها:
- صناعة وسائل النقل مثل: السيارات – القطارات – السفن البخارية.
- ابتكار وسائل إنتاج جديد مثل: المصانع والشركات، وتنظيمها من خلال تأسيس الأبناك والبورصات، وكل هذا أدى الى ظهور نظام جديد سمي بنظام الرأسمالية، ثم تلت مجموعة من الإختراعات الأخرى التي ساعدت في زيادة الإنتاج الفلاحي والصناعي مثل: اختراع آلة الحصاد سنة 1825م – استعمال الأسمدة في المجال الفلاحي لأول مرة في 1840م.
كذلك من أبرز التحولات التي عاشتها أوربا في أواخر القرن 18م هي قيام الثورة الفرنيسية سنة 1789م، التي ادت الى سقوط الملكية في فرنسا وقيام النظام الجمهوري كنظام سياسي جديد، ومن نتائجها كذلك اندلاع ثورات في كل أوربا قصد اسقاط الأنظمة المملكية فيها، لكن في المقابل نجد أن فرنسا تحولت من دولة جمهورية الى دولة ديكتاتورية في عهد نابليون بونابرت الذي حكم فرنسا بعد الثورة.
حاول نابليون بونابرت التوسع في اوربا والسيطرة على أراضيها، لكن بعد حروب طويلة انتهت بهزيمته واستسلامه سنة 1815م، بعد تحالف باقي الدول الأوربية ضده وحصار فرنسا، ونصبوا مكانه لويس الثامن عشر لتعود بعد ذلك فرنسا الى نظام الملكية من جديد.
بعد انهيار امبراطورية نابليون بونابرت الفرنسية، قام سفراء أوربا بعقد مؤتمر فيينا سنة 1815م للإعادة رسم حدود الدول الأوربية التي كانت تحت سيطرت نابليون ووضع نظام دولي جديد.
في عام 1830م قام مجموعة من الثورات الليبرالية في اوربا والتي كانت تدعو الى حرية الشعوب في تقرير مصيرها ومشاركتها في تسيير أمور البلاد، فاندلعت:
- ثورة فرنسا في يوليو التي أطاحت بالملك شارل العاشر ونصّب مكانه ابن عمه لويس فيليب، بشرط أن يشارك الشعب في الحكم من خلال ما سمي بالملكية الدستورية.
- الثورة البلجيكية يوم 25 غشت 1830م ضد الاحتلال الهولندي، وانتهت باستقلال بلجيكا في 4 أكتوبر.
- ثورة بولندا على الاحتلال الروسي لكن انتهت بالفشل بعد سحق الجيش الروسي للثوار.
- ثوارت في إيطاليا للإطاحة بالملكية وتوحيد البلاد، لكن كلها انتهت بالفشل بعد التدخل العسكري النمساوي.
رغم هذه الصراعات الدموية التي كانت تعصف بأروبا خلال ق19م، لم يمنعها من نقل هذه الصراعات خارج أوربا للسيطرة على مناطق النفوذ في إيطار ما سمي بالتنافس الإمبريالي، فتم:
- احتلال فرنسا للجزائر عام 1830م.
- فرض الحماية الفرنسة على تونس عام 1831م.
- احتلال بريطانيا لمصر سنة 1882م.
- احتلال ليبيا من قِبل ايطاليا سنة 1911م.
- فرض الحماية الفرنسية والاسبانية على المغرب سنة 1912م.
بالاضافة الى احتلال الكثير من دول القارة الافريقيا، بهدف نهب ثرواتها الطبيعية وغزو أسواقها بالمنتوجات الأوربية.
بقيت أوربا في صراعات وحروب طاحنة داخليا وخارجيا، تحولت الى حرب عالمية مدمرة سنة 1914م وانتهت سنة 1918م.
ثانيا: المجال الجغرافي الذي تدور فيه التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال ق19م و ق20م
المجال الجغرافي الذي دارت فيه أحداث التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين يتمثل في الآتي:
- القارة الأوربية: التي كانت مهد الثورة الصناعية، وسبب رئيسي في اندلاع الحربين العالميتين الأولى والثانية.
- الولايات المتحدة الأمريكية: التي تطور فيها النظام الرأسمالي، ولعبت دورا حاسما في نهاية الحرب العالمية الثانية، وحكمت العالم الى يومنا هذا.
- اليابان: التي قامت بمجموعة من الاصلاحات وأصبحت نموذجا رأسماليا ناجحا في آسيا، رغم هزيمتها عسكريا في الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
عاش العالم في الفترة الممتدة مابين القرنين 19م و 20م تحولات كبيرة على جميع المستوات، وكان من نتائجها تشكيل معالم الحياة التي نعيشها في عالمنا المعاصر.