عاش المغرب في عهد المرابطين والموحدين أوج عظمته وازدهار الدولة المغربية.
فكيف توسعت دولة المرابطين والموحدين ؟ ومن أسس الدولتين ؟ و ما هو الاشعاع الفكري لإبن رشد ؟
فهرس المقال
أولا: تأسيس الدولتين المرابطية والموحدية ومجال إمتدادهما
1- مراحل تأسيس دولة المرابطين ومجال امتدادها
بدأت حركة المرابطين بداية في جنوب المغرب، وكان أهم زعماء الحركة هما أبو بكر بن عمر وعبد الله بن ياسين، وكانا هذين القائدين في البداية يدعون بالمعروف وينهون عن المنكر حتى تمكنا من وضع اللبنة الاولى لتأسيس الدولة (التي سميت فيما بعد دولة المرابطين) التي حكمت المغرب مدة 111 عاما، وقد مر تطور الدولة المرابطية بثلاث مراحل أساسية:
مرحلة التأسيس: تمتد من سنة 1036م الى 1060م، فيها تمكن المرابطين من توحيد قبائل لمتونة الصنهاجية، والقضاء على الدولة البرغواطية التي كانت قد أسس مملكتها في وسط غرب المغرب، ثم توسع المرابطين جنوبا حتى وصلوا حدود السنيغال.
مرحلة القوة: تمتد من سنة 1060م الى 1106م، فيها عاشت الدولة المرابطية أوج عظمتها وازدهار الدولة المغربية وخاصة في عهد السلطان يوسف بن تاشفين الذي بنى مدينة مراكش وعنيها كعاصمة للدولة، وبعدما انتصر المرابطين في معركة الزلاقة سنة 1086م التي كانت ضد المسيحيين في الاندلس، فامتد مجال حكم المرابطين من جنوب الصحراء الى الاندلس في الشمال.
مرحلة الإنهيار: تمتد من سنة 1106م الى 1147م، وقد بدأت دولة المرابطين في الانهيار بعد وفاة يوسف بن تاشفين، حيث بعد وفاته حدث صراع عن الحكم بين أبنائه الامر الذي أضعف الدولة، الى أن تمكن الموحدين من قتل أخر سلطان المرابطين عام 1146م وبذلك انهارت الدولة المرابطية.
2- مراحل تأسيس دولة الموحدين ومجال امتدادها
تأسست حركة الموحدين على يد محمد بن تومرت الملقب بـ المهدي على أساس الانقلاب على حكم المرابطين وتأسيس دولة أخرى، فبايعته قبائل مصمودة على قتال المرابطين الى أن استطاعوا بسط سيطرتهم على كل المغرب وحكمه لمدة 150 سنة، مر تطور الدولة المرابطية بثلاث مراحل أساسية:
مرحلة التأسيس: تمتد من سنة 1120م الى 1163م، فيها استطاع عبد المومن بن علي الموحدي الدخول لمراكش سنة 1146م والقضاء نهائيا على الحكم المرابطي في المغرب.
مرحلة القوة: تمتد من سنة 1163م الى 1213م، فيها حكم أعظم ملوك الموحدين (أبو يعقوب يوسف، ويعقوب المنصور)، وعاشت الدولة الموحدية في عهدهم أوج عظمتها وازدهار الدولة المغربية، فامتدت شرقا حتى وصلت تونس والى الاندلس في الشمال.
مرحلة الإنهيار: تمتد من سنة 1213م الى 1270م، بدأت بانهزام الموحدين في معركة العقاب بالأندلس عام 1212م، الامر الذي أضعف السلطة المركيز داخل البلاد وانتهت بسقوط الدولة الموحدية تحت حكم المرينيين.
ثانيا: دراسة شخصيتين تاريخيتين (ابن تاشفين – ابن تومرت)
1- شخصية ابن تاشفين
ولد ابن تاشفين عام 1010م في قبائل صنهاجة الصحراوية، ويعبر من أعظم ملوك المرابطين، حكم دولة المرابطين ما بين 1069م – 1106م، ومن انجازاته: تأسيس مدينة مراكش وضم الاندلس لحكم المرابطين.
2- شخصية ابن تومرت
ولد ابن تومرت عام 1083م في قبائل مصمودة الامازيغية، بعد ذهابه للمشرق لدراسة العلم والفقه الاسلامي عاد للمغرب ولقب نفسه بالمهدي المنتظر، وكرس حياته للنهي عن المنكر والامر بالمعروف ومحاربة المرابطين الذين كان يصفهم بأوصاف قبيحة، وبعد وفاته عام 1130م اقتدى به الموحدين في نشر دعوتهم وتأسيس دولتهم، وترك لنا ابن تومرت كتابه “أعز ما يطلب” الذي لخص فيه أهم مبادئه.
ثالثا: بعض الجوانب الفكرية لابن رشد
اسمه الكامل أبو الولِيد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد، ولد عام 1126م في الاندلس، كان فيلسوفا وعالما وفقيها وطبيبا وقاضيا، كما كان مهتما بالفلسفة الاغريقية واليونانية فترجمة الكثير من كتب كبار فلاسفتهم.
استدعاه الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف إلى مراكش وعينه طبيبه الخاص، وكان نشطا في انتاجه العلمي والفكري والفلسفي الى ان توفي بمراكش سنة 1198م.
خاتمة
كان للمرابطين والموحدين دورا كبيرا في ازدهار الدولة المغربية في كل المجالات، لكن بعد سقوط الموحدين بدأ المغرب يتراجع ويضعف خاصة بعد سقوط الاندلس.
إقرا أيضا: ملخص درس الدولة الادريسية من خلال وثائق تاريخية – الثانية اعدادي