المصادر العربية والأجنبية والأثرية في دراسة الطوبونيميا

المصادر العربية والأجنبية والأثرية في دراسة الطوبونيميا
المصادر العربية والأجنبية والأثرية في دراسة الطوبونيميا

تعتبر الطوبونيميا أو علم دراسة أسماء الأماكن الجغرافية واسماء القبائل، من الفروع المهمة في دراسة تاريخ الانسان، حيث تكشف عن علاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها وتاريخها وتطورها، وفي هذا السياق يبرز دور المصادر العربية والأجنبية في إثراء دراسة الطوبونيميا وتفسيرها.

المصادر العربية في دراسة الطوبونيميا

هناك الكثير من المصادر العربية التي اهتمت بالدراسات الطوبونيمية والتي لا يمكن للباحث في هذا المجال الاستغناء عنها، وفي هذه الفقرة سأذكر لك أهم هذه المصادر:

– كتاب “أحسن التقاسيم في معرفة الاقاليم” لمؤلفه المقدسي.

– كتاب “معجم البلدان” لياقوت الحموي.

– كتاب “مراصد الاطلاع في اسماء الاماكن والبقاع” للمؤلف صفي الدين بن عبد المؤمن بن عبد الحسن البغدادي، ويعتبر هذا اختصار لكتاب “معجم البلدان” للحماوي. 

– كتاب “تحفه النظار في غرائب الامصار وعجائب الامصار” للرحاله الشهير ابن بطوطة. 

– كتاب “نزهة المشتاق في اختراق الافاق” للادريسي. 

– كتاب “المسالك والممالك” لمؤلفه ابو عبيد الله البكري، وله كتاب اخر بعنوان “معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع”. 

– كتاب “الاستبصار في عجائب الامصار وصف مكة والمدينة ومصر وبلاد المغرب” لجغرافي مغربي مجهول الاسم. 

– كتاب “الروض المعطار في خبر الاقطار” لمؤلفه محمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري. 

– كتاب “نفاضة الجراب في علالة الاغتراب” لمؤلفه ابن الخطيب، وله كتاب اخر بعنوان “معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار“.

– كتاب “وصف افريقيا” لمؤلفه الحسن بن محمد الوزاني الملقب بليون الافريقي.

المصادر الأجنبية في دراسة الطوبونيميا

أهم المصادر الأجنبية في دراسة الطوبونيميا نجدها مصادر كلاسيكية باللغة الاغريقية واللاتينية، ومنها:

– كتابات هيرودوت: وهو مؤرخ اغريقي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد واهتم بالتأريخ لسكان حوض البحر الأبيض المتوسط بما فيهم سكان بلاد المغرب.
وقد علمنا من كتابه “التاريخ” انه كان كثير الترحال داخل بلدان حوض البحر الابيض المتوسط، ولقب بأبو التاريخ من طرف الباحثين، لأن كتاباته كانت ممنهجة ومكتملة البناء.

– كتابات الجغرافي كلاوديوس بطليموس: عاش في القرن 2م، وهو جغرافي وفيلسوف يوناني، وايضا كان فلكيا ورياضيا، وبفضله استطاع الباحثون الاطلاع على العديد من المعلومات الخاصة بالجغرافية التاريخية للمغرب القديم.
كما كان محافظا لمكتبة الاسكندرية، التي كانت تضم جل الكتب الادبية والعلمية في تلك الفترة، الامر الذي ساعد بطليموس في الاطلاع على ما كتب قبله حول شعوب العالم، وألف كتابا مشهورا في الجغرافيا التاريخية تحدث فيه عن المغرب القديم وذكر اسم حوالي 20 مدينة التي كانت سائدة في بلاد المغرب ووصفها باحداثياتها الجغرافية لتسهيل تحديد موقعها على الخريطة كما تحدث عن اسماء العديد من القبائل المغربية.

– كتابات بلينيوس الشيخ: صاحب كتاب “التاريخ الطبيعي” الذي تحدث فيه بإسهام كبير عن المغرب القديم وعن القبائل المغربية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

اقرأ ايضا: ما هي الطوبونيميا وكيف ظهرت؟

المصادر الأثرية في دراسة الطوبونيميا

اما بخصوص المصادر الاثرية في دراسة الطوبونيميا فهي تعتمد بالاساس على البحث الميداني والتنقيب الاثري في المناطق التاريخية قصد دراسة اصل تسمية مدينة تاريخية او اسم قبيلة معينة، وفي هذه الدراسة نحتاج الى دراسة المصادر الاثرية الاتية:

  • دراسة النقود المكتشفة في ميدان البحث الاثري.
  • دراسة الاواني وتحليل طريقة صنعها.
  • دراسة النقائش الحجرية والنقوش الأثرية. 

والفرق بين النقائش والنقوش هو أن:

– النقوش هي عبارة عن كتابة مكتوبة على الحجر تخص الفترة ما قبل التاريخ وهذه الكتابة غالبا تكون عبارة عن رسوم تجسيدية.

– اما النقائش فهي عبارة عن لوحات خشبية او احجار مكتوب فيها كتابة تخص الفترة ما بعد التاريخ يعني الفترة ما بعد اكتشاف الكتابة.

وبالتالي في الدراسة الاثرية يجب على الباحث في الطوبونيميا ان يكون عارفا باللغات القديمة مثل:

  • اللغة البطحرية.
  • اللغة القرطاجية.
  • اللغة الفينيقية.
  • اللغة البونية.
  • اللغة اللاتينية.
  • اللغة الامازيغية او اللغة الليبية.

كذلك يجب على الباحث في مجال الطوبوليميا ان يعتمد في دراسته الاثرية على علوم اخرى مساعدة مثل: الجغرافيا – العلوم الدقيقة (الفيزياء والعلوم الطبيعيه) – الكيمياء … وغيرها من العلوم الاخرى التي تحتاج المختبر من اجل التحليل والاستنتاج، كمثال تحليل عينه من الاواني القديمة التي تم اكتشافها ميدانيا اثناء البحث الاثري لمعرفة تاريخ تصنيعها وبالتالي معرفة تاريخ وجود الانسان في تلك المنطقه التي يتم دراستها، وهكذا هذه المعلومات تساعد الباحث المؤرخ في دراسته الطوبونيمية.

خلاصة

تجدر الاشارة الى أن منهج البحث الطوبونيمي يفرض على الباحث ان يلجا في دراسته الى جميع المصادر الطوبونيمية وعدم الاغفال عن اي نوع منها، والا ستكون دراسته غير كاملة وفيها عدة مغالطات. 

وفي هذا الصدد تجدر الاشارة كذلك الى ان اهم هذه المصادر التي سبق ذكرها في هذا المقال في دراسة الطوبونيميا هي المصادر الاثرية، لان الباحث في الطوبوليميا عندما يعتمد على البحث الاثري في دراسته فهو بشكل تلقائي يشتغل بجميع مصادر الطوبونيميا، والسبب هو ان الباحث الطوبونيمي في دراسته الاثريه كلما استنتج معلومات جديدة تخص دراسته يجب عليه الزاما ان يبحث عن تلك المعلومات في المصادر والكتب العربية والاجنبية التي تحدثت عن نفس الموضوع لكي يتاكد هل تلك المعلومات سبق وتم ذكرها في مصادر اخرى لكي يتاكد من صحتها. 

ويجب دائما ان يكتب ملاحظات حول ما استنتجه في دراسته الطبونيمية الاثرية، هل تلك المعلومات المستنتجه موجودة في المصادر والكتب العربية والاجنبية ام هي معلومات جديدة غير مدونة على الاطلاق، وهكذا يعتبر البحث الاثري اهم مصدر يمكن للباحث في مجال الطوبونيميا العمل به وهو الاكثر مصداقية لانه يعتمد على التجربة الميدانية وعلى التحليل في المختبر مما يعطي لدراسة الباحث مصداقية علمية واكاديمية كبيرة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *