ملخص درس الخلافة الإسلامية الكبرى (الأمويون والعباسيون) – السنة الاولى اعدادي

تمثل فترة الخلافة الإسلامية الكبرى، التي تشمل حكم الأمويين (41هـ – 132هـ) و العباسيين (132هـ – 656هـ)، مرحلة حاسمة في تاريخ الحضارة الإسلامية، لقد شهدت هذه الفترة أقصى امتداد جغرافي وصل إليه الحكم الإسلامي، وتحولت فيها أسس نظام الحكم من مبدأ الشورى الذي ساد في عهد الخلفاء الراشدين إلى نظام جديد أثر بعمق في مسار الدولة والمجتمع.

إن دراسة الخلافة الإسلامية الكبرى (الأمويون والعباسيون) تهدف إلى فهم كيف تطور نظام الحكم، وما هي الدوافع الحقيقية وراء الفتوحات الواسعة، وما هو الأثر الحضاري والاجتماعي لتلك الفترة الممتدة، هذه المرحلة هي بمثابة نقطة انطلاق لدراسة تطور المؤسسات الإدارية والسياسية في العالم الإسلامي.

أولا: التطورات السياسية ونظام الحكم في العهدين

شهد نظام الحكم في الخلافة الإسلامية تحولاً جذرياً في العهد الأموي، استمر وتعمق في العهد العباسي، ويُعدّ هذا التحول هو الأساس الذي قامت عليه الدولتان:

1- تحول الخلافة إلى ملكية وراثية

  • الانتقال من الشورى: بعد نهاية عهد الخلافة الراشدة، دُشنت مرحلة جديدة في تطور نظام الحكم على يد معاوية بن أبي سفيان (مؤسس الدولة الأموية)، حيث قام بتحويل نظام الخلافة إلى ملكية وراثية، أصبح الحكم ينتقل بين أفراد الأسرة الحاكمة، وأصبحت القوة والعصبية القبلية (بني أمية) هما السند الرئيسي للحكم، بدلاً من البيعة والشورى.
  • الخلافة العباسية واستمرار الوراثة: حافظ العباسيون على هذا النظام الوراثي، وأقاموا حقهم في الحكم بوصفهم ورثة لآل بيت الرسول، مما منحهم شرعية دينية وسياسية في مواجهة الأمويين، واستمر حكمهم لمدة طويلة، لكنهم في فترات ضعفهم لجأوا إلى اقتباس بعض مظاهر الحضارة الفارسية، مثل نظرية الحق الإلهي للحكام.

2- انتقال العاصمة وازدياد النفوذ

  • العهد الأموي: انتقلت عاصمة الدولة من المدينة المنورة إلى دمشق بالشام، وهي الخطوة التي عكست توسع الدولة غرباً نحو البيزنطيين، ومرت فترة حكمهم بمرحلتين رئيسيتين: فترة سفيانية وأخرى مروانية.
  • العهد العباسي: بعد القضاء على الأمويين، تأسست الدولة العباسية على يد أبي العباس السفاح (132هـ)، وانتقلت العاصمة إلى بغداد في بلاد الرافدين، ازدهر نظام الحكم في العهد العباسي، خاصة في فترة القوة، وتعمق النفوذ الإداري للدولة.

ثانيا: التحولات الإدارية والمؤسساتية

لمواكبة التوسع الجغرافي الهائل، كان لا بد للدولة من تطوير جهاز إداري معقد يضمن السيطرة على الأقاليم المترامية الأطراف:

  • تأسيس الدواوين: بدأ الأمويون بإحداث مناصب إدارية جديدة تمثلت في الحجابة وديوان الخاتم وديوان البريد، كان الخليفة هو رأس الإدارة المركزية، يساعده الحاجب (لمنع الاتصال المباشر بالخليفة إلا للمقربين)، وكاتب الخراج، وصاحب البريد والقاضي.
  • تطور الجهاز العباسي: توسع الجهاز الإداري بشكل كبير في العهد العباسي، حيث زادت مظاهر الحضارة، ظهر بشكل واضح منصب الوزير (الذي لم يكن مسماً بارزاً في العهد الأموي)، وزادت أهمية الدواوين ووظائفها، ومن أهم الدواوين التي ظهرت أو تطورت: ديوان الخراج، ديوان المظالم، وديوان الشرطة، هذا التطور يعكس تحول الدولة من الاعتماد على العصبية إلى الاعتماد على التنظيم الإداري والعدالة.
  • الإدارة الإقليمية: كان على الولاة، الذين يحكمون الأقاليم نيابة عن الخليفة، أن يلتزموا بالولاء والطاعة، لكن مع مرور الوقت وضعف الخلفاء، بدأ يظهر النفوذ الإقليمي لبعض الحكام، مما أدى لاحقاً إلى ظهور دول مستقلة (مثل الخلافة الأموية في الأندلس).

ثالثا: الفتوحات الإسلامية الكبرى: الأسباب والنتائج

تميزت فترة الخلافة الإسلامية الكبرى بمواصلة حركة الفتوحات التي بدأت في العهد الراشدي، مما أدى إلى وصول الدولة إلى أقصى اتساع جغرافي لها.

1- دوافع الفتوحات

لم تكن الفتوحات مجرد عملية عسكرية، بل كانت عملية منظمة تحمل أسباباً متعددة:

  1. الأسباب الدينية (التبليغ): النية الأساسية كانت نشر الدين الإسلامي بين عدد كبير من الأجناس والأمم، وإيصال رسالة الإسلام إلى العالم.
  2. الأسباب الاقتصادية (الغنائم): الرغبة في توسيع رقـعة الدولة الإسلامية للحصول على خيرات وموارد جديدة (الغنائم والأموال).
  3. الأسباب السياسية (المواجهة): توسيع رقعة الدولة وضم أقاليم جديدة لـ مواجهة الأخطار الخارجية والقوى العظمى المجاورة كـ البيزنطيين والساسانيين.

2- امتداد الفتوحات وأبرز النتائج

  • الامتداد الجغرافي: واصل الأمويون والعباسيون الفتوحات حتى بلغت الدولة أقصى اتساعها، حيث امتدت من:
    • آسيا: شرق بلاد فارس وبلاد ما وراء النهر (سمرقند) والسند شرقاً.
    • أفريقيا: فتح شمال إفريقيا كاملاً وصولاً إلى بلاد المغرب.
    • أوروبا: دخول الأندلس (إسبانيا حالياً).
  • النتائج الحضارية والمالية:
    • توسيع رقعة الدولة الإسلامية في القارات الثلاث.
    • نشر الدين الإسلامي بين عدد كبير من أهل المناطق المفتوحة الذين دخلوا الإسلام بسبب المعاملة الحسنة للمسلمين.
    • زيادة الموارد المالية للدولة، حيث غنم المسلمون أموالاً كثيرة من الأعداء.
    • التبادل الحضاري: اتصال المسلمين بثقافة الشعوب الأخرى (كاليونانية والهندية)، مما أدى إلى تدوين العلوم في بغداد وظهور علوم جديدة كالرياضيات والكيمياء.

خاتمة: نهاية الخلافة واستمرار الإرث الحضاري

شهدت الخلافة الإسلامية الكبرى مرحلة قوة ونفوذ خارجي كبيرة، لكنها انتهت بسقوط الدولة العباسية سنة 656هـ (1258م) على يد المغول، الذين دمروا بغداد وقضوا على مركز الخلافة، رغم النهاية المأساوية، فقد ترك الأمويون والعباسيون إرثاً حضارياً ضخماً، حيث أصبح الدين الإسلامي منتشراً في مناطق شاسعة من العالم، وأسست بغداد والقاهرة ودمشق لتصبح مراكز للإشعاع الحضاري والعلمي في العصور اللاحقة، إن هذه الفترة هي خير دليل على أن التعليم والتنظيم الإداري هما الأساس الحقيقي لاستمرار أي دولة وتطورها.

لمزيد من التفاصيل حول مراحل تطور الدولتين، يمكنك مشاهدة هذا الفيديو: الخلافة الاسلامية الكبرى الامويون و العباسيون التاريخ الأولى اعدادي.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *