بيداغوجيا حل المشكلات: مفهومها وأهدافها

بيداغوجيا حل المشكلات مفهومها وأهدافها
بيداغوجيا حل المشكلات مفهومها وأهدافها

تعتبر بيداغوجيا حل المشكلات من الأساليب التعليمية الفعّالة التي تساهم في تحسين التفكير النقدي والإبداع لدى المتعلمين.

في هذا المقال، سنتناول مفهوم بيداغوجيا حل المشكلات، أهدافها الأساسية، وتأثيرها الإيجابي على مجال التربية والتعليم، مما يساهم في تشكيل جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة.

ما هي بيداغوجيا حل المشكلات؟ وما هي أهدافها؟

1- تعريف بيداغوجيا حل المشكلات

بيداغوجيا حل المشكلات هي طريقة تعليمية تركز على استخدام المشكلات كوسيلة لتحفيز التفكير النقدي والقدرة على التحليل وتعزيز التعلم النشط لدى الطلاب، بدلاً من تلقي المعلومات بشكل سطحي، يتم تشجيع الطلاب على الانغماس في عملية التعلم من خلال مواجهة تحديات حقيقية تتطلب منهم تطبيق مهاراتهم ومعارفهم لحلها.

2- كيف يتم تطبيق بيداغوجيا حل المشكلات داخل الفصل الدراسي؟

يمكن تطبيق بيداغوجيا حل المشكلات داخل الفصل الدراسي عن طريق اتباع هذه الخطوات:

  1. تقديم للمتعلمين وضعية ديداكتيكية تتضمن مشكلة معرفية.
  2. مساعدة المتعلمين على استخراج الاشكالية التي تطرحها الوضعية بأنفسهم.
  3. صياغة الاشكالية على شكل تساؤلات تثير الحيرة  والإستشكال.
  4. خلق جو يشارك فيه كل طلاب الفصل لطرح فرضيات لحل الاشكالية (وقد يكون ذلك في اطار فردي).
  5. فحص تلك الفرضيات وتصنيف الاقرب منها للحل الصحيح.
  6. الخروج من المشكلة الى الحل المناسب.

يمكننا ذكر في هذا السياق تجربة مشكلة الشمعة أو اختبار الشمعة لعالم النفس كارل دونكر، التي كان الهدف منها:

  • فحص قدرة المشاكرين في التجربة على التفكير خارج الصندوق.
  • اختبار قدرة المشاركين على حل المشكلات بطرق مبتكرة.

قام دونكر بوضع 3 أدوات: شمعة ثقابدبابيس، في غرفة فارغة وتوجد فيها طاولة.

وطلب من المشاركين في التجربة  إشعال الشمعة فوق الطاولة دون أن تقطر الشمع على الطاولة.

والحل لهذه المشكلة هو: أن يقوم المشاركون بإفراغ علبة الدبابيس وتثبيتها على الحائط باستخدام احد الدبابيس، ثم يتم وضع الشمعة فوق العلبة واشعالها بعود الثقاب.

لكن مع ذلك فشل الكثير من الناس في حل هذه المشكلة لأنهم ركزوا على الشمعة وعلبة الثقاب فقط، دون التفكير في استخدام العناصر الأخرى الموجودة في الغرفة.

إقرا أيضا: مفهوم بيداغوجيا المشروع: الرواد والمبادئ

ويمكن استنتاج فوائد تجربة مشكلة الشمعة في العوارض الآتية:

  • تحفيز التفكير الإبداعي: تُحفز التجربة على البحث عن حلول غير تقليدية.
  • التعلم من الخطأ: يُمكن للتجربة مساعدة الشخص على فهم فشل استراتيجياته السابقة واكتشاف طرق جديدة للوصول الى الحل.
  • تحسين مهارات حل المشكلات: تُساعد التجربة على تطوير مهارات حل المشكلات من خلال ممارسة التفكير غير التقليدي.
  • تحفيز التواصل والتعاون: تُمكّن التجربة من تحفيز النقاش والعمل الجماعي بين المشاركين.

3- أهداف بيداغوجيا حل المشكلات

تهدف بيداغوجيا حل المشكلات إلى تحسين مهارات التفكير النقدي والإبداع لدى المتعلمين وذلك من خلال:

📌 تمكين الطلاب من التعامل مع المشكلات الحياتية بفعالية: وذلك من خلال تطوير قدرتهم على التحليل والتقييم، حيث يُؤخذ في الاعتبار أن التعليم لا يقتصر فقط على استذكار المعلومات، بل يشمل أيضًا القدرة على تطبيق المعرفة في سياقات جديدة.

📌 تحسين التعاون بين الطلاب: من خلال العمل الجماعي على حل المشكلات يتمكن الطلاب من تبادل الأفكار والآراء، مما يرفع من مستوى مهارات التواصل والعلاقات الاجتماعية بينهم، هذا التعاون يُعد مهمًا أيضًا في تعزيز روح الفريق، وهو عنصر أساسي في بيئات العمل الحديثة.

📌 تشجيع الرغبة في التعلم: عندما يجد الطلاب أنفسهم في موقف يتطلب منهم البحث عن حلول حقيقية، فإن ذلك يخلق لديهم شعورًا بالانتماء والإنجاز، مما يعزز من اهتمامهم بالتعلم ويحفزهم على الاستمرار في استكشاف المعرفة.

في النهاية، تساهم بيداغوجيا حل المشكلات في بناء جيل قادر على التفكير بشكل مستقل واتخاذ القرارات الصائبة، ومن خلال تحقيق هذه الأهداف، يمكننا إحداث تغيير حقيقي في طريقة تعلم الطلاب وجعلهم أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات في حياتهم اليومية.

خلاصة

تُعَد بيداغوجيا حل المشكلات من الأساليب التعليمية الحديثة التي تهدف إلى تعزيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب، حيث تركز على تفاعلهم النشط مع المواد الدراسية من خلال مواجهة تحديات واقعية.

إن هذه الطريقة لا تساهم فقط في تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين، بل تفتح لهم أيضاً آفاقاً جديدة للتعلم الذاتي، الامر الذي سيساعدهم في بناء شخصية مستقلة وقادرة على اتخاذ القرارات.

وبالتالي، فإن اعتماد هذه البيداغوجيا في المؤسسات التعليمية ستساهم في خلق بيئة تعليمية مثمرة، حيث سيصبح الطلاب مشاركين نشطين في عملية التعلم بدلاً من أن يكونوا مجرد مستقبلين للمعلومات.

في النهاية، فإن تأثير بيداغوجيا حل المشكلات على التعليم تتجاوز حدود الفصول الدراسية، لتؤثر على حياة الطلاب بشكل عام، مما يجعلهم أكثر استعداداً لمواجهة التحديات في عالم متغير باستمرار

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *