ملخص درس: الإمبريالية وليدة الرأسمالية – الثالثة اعدادي

مقدمة

الإمبريالية هي حركة توسعية استعمارية ظهرت في أوروبا خلال القرن التاسع عشر. تعتبر هذه الحركة نتيجة مباشرة لتطور النظام الرأسمالي في أوروبا، الذي أدى إلى تراكم الإنتاج والأموال، فبدأت الدول الأوروبية تبحث عن أسواق ومناطق جديدة خارج قارتها لتصريف فائضها الاقتصادي والسكاني.

ما هي الدوافع الحقيقية وراء هذا التوسع الأوروبي، وما المبررات التي تم استخدامها كغطاء له؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار احتلال فرنسا للجزائر نموذجاً لهذه الظاهرة؟

أولا: دوافع ومبررات الحركة الإمبريالية

يمكن التمييز بين الدوافع الحقيقية التي كانت المحرك الأساسي للتوسع، والمبررات التي استخدمتها الدول الأوروبية كغطاء لتبرير استعمارها.

1- الدوافع الحقيقية (الأسباب الاقتصادية والسياسية)

  • اقتصادياً:
    – البحث عن أسواق جديدة: لتصريف فائض الإنتاج الصناعي والفلاحي.
    – الحصول على المواد الأولية: ضمان تدفق الموارد الضرورية للصناعة الأوروبية بأسعار منخفضة.
    – استثمار فائض الأموال: البحث عن مناطق جديدة وآمنة لاستثمار رؤوس الأموال المتراكمة.
  • اجتماعياً (بشرياً): تصدير الفائض السكاني: تشجيع الهجرة نحو المستعمرات للتخفيف من الانفجار الديموغرافي والمشاكل الاجتماعية في أوروبا.
  • سياسياً: الرغبة في توسيع النفوذ: بناء إمبراطوريات استعمارية ضخمة للسيطرة على مناطق استراتيجية وتعزيز مكانة الدولة على الساحة العالمية.

2- المبررات الواهية (الأسباب المُعلنة)

  • نشر الحضارة: ادعاء الأوروبيين أنهم يقومون بمهمة “حضارية” للشعوب التي اعتبروها متخلفة.
  • نشر الديانة المسيحية: عبر إرسال البعثات التبشيرية.
  • حماية البعثات العلمية والمستكشفين: استخدام هذا المبرر للتدخل العسكري.
  • ضرورة حماية أمن أوروبا.

ثانيا: أشكال ومظاهر السيطرة الإمبريالية

اتخذت السيطرة الإمبريالية أشكالاً متعددة، أهمها:

  • الاستعمار المباشر: وهو أسلوب يعتمد على الإدارة المباشرة للمستعمرة بعد إخضاعها عسكرياً (مثل الجزائر).
  • الحماية: نظام يتم فيه الحفاظ على نظام الحكم المحلي (سلطان، أمير…)، مع فرض إدارة استعمارية تراقبه وتوجه سياساته الداخلية والخارجية (مثل المغرب).
  • الدومنيون: مستعمرات استيطانية حصلت على استقلال ذاتي، لكنها ظلت تابعة للتاج البريطاني (مثل جنوب إفريقيا).

ثالثا: نموذج للتوسع الإمبريالي: احتلال فرنسا للجزائر

يعتبر احتلال فرنسا للجزائر نموذجاً واضحاً للتوسع الإمبريالي في القرن التاسع عشر.

1- ذرائع ودوافع الاحتلال

  • الذريعة (السبب المباشر): استغلت فرنسا حادثة ضرب الداي حسين للقنصل الفرنسي بمروحة سنة 1827 كذريعة لبدء حصار بحري ثم غزو الجزائر سنة 1830.
  • الدوافع الحقيقية:
    – الطمع في خيرات الجزائر: خصوصاً خزينة الداي والثروات الفلاحية والمعدنية.
    – السيطرة على البحر المتوسط: تعزيز الموقع الاستراتيجي لفرنسا.
    – صرف الأنظار عن المشاكل الداخلية: كانت فرنسا تعاني من أزمات سياسية واجتماعية.

2- مراحل الاحتلال وانعكاساته

  • مراحل التوسع: بدأ الاحتلال من المناطق الساحلية الشمالية، ثم توغل تدريجياً نحو المناطق الداخلية والصحراوية، ولم تكتمل السيطرة على كامل التراب الجزائري إلا بعد مقاومة طويلة أشهرها مقاومة الأمير عبد القادر.
  • انعكاسات السياسة الاستعمارية:
    – اقتصادياً: قامت فرنسا بنزع ملكية الأراضي من الجزائريين ومنحها للمستوطنين الأوروبيين، واستغلت ثروات البلاد.
    – اجتماعياً: عملت فرنسا على إلحاق الجزائر بها، وتشجيع هجرة الأوروبيين. أدت هذه السياسة إلى خلق مجتمع منقسم: أقلية أوروبية غنية تملك الأراضي والنفوذ، وأغلبية جزائرية تعاني من الفقر والتهميش.

خاتمة

مكنت الحركة الإمبريالية الدول الأوروبية من بسط سيطرتها على معظم أنحاء العالم، خاصة في إفريقيا وآسيا. وقد أدى هذا التنافس الاستعماري الشديد إلى نشوء أزمات دولية ستكون سبباً رئيسياً في اندلاع الحرب العالمية الأولى.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *